خمسة أخطاء تمنعك من الفوز في المسابقات الأدبية
المشاركة في المسابقات الأدبية خطوة جريئة ومهمة في مسيرة أي كاتب، سواء كان مبتدئًا أو محترفًا. لكن رغم وجود موهبة واضحة لدى البعض، قد لا يحققون الفوز بسبب أخطاء يمكن تفاديها بسهولة. فيما يلي خمسة من أبرز هذه الأخطاء، مع توضيحات وأمثلة حقيقية تساعدك على تجنّبها:
1. تجاهل شروط المسابقة
من الأخطاء القاتلة التي يقع فيها كثير من المشاركين، عدم قراءة شروط المسابقة بعناية. فكل مسابقة لها قوانينها الخاصة التي يجب احترامها، مثل عدد الكلمات، موضوع النص، نوعه، الفئة المستهدفة، طريقة الإرسال، وآخر موعد للتسليم.
مثال: إذا طلبت المسابقة قصة قصيرة لا تتجاوز 1500 كلمة، وكتب أحدهم قصة من 3000 كلمة، فإن عمله قد يُستبعد تلقائيًا، حتى لو كان قويًا من حيث الفكرة والأسلوب. كذلك، إذا كانت المسابقة مخصصة لفئة الشباب تحت 25 عامًا، وشارك فيها كاتب عمره 30 سنة، فإن مشاركته ستكون غير مقبولة.
لذلك، أول خطوة قبل الكتابة هي قراءة الشروط بتأنٍّ، وفهم ما هو مطلوب تمامًا.
2. ضعف اللغة والأسلوب
لا يكفي أن تكون الفكرة جيدة، بل يجب أن تُقدَّم بلغة سليمة وأسلوب أدبي جذّاب. الأخطاء الإملائية والنحوية، والأساليب الركيكة أو المكررة، تضعف النص وتقلل من تأثيره. لجنة التحكيم تبحث عن نص متماسك من الناحية اللغوية، ويتميز بالسلاسة والجمال.
مثال: إذا كتب المشارك جملة مثل: "الحزن كان في القلب ساكنًا، لا يرحل ولا يغادر"، قد تبدو ذات معنى، لكنها تقليدية جدًا ولا تحمل أي تفرّد. بينما يمكن أن يقول: "كان الحزن يشبه زائرًا ثقيلًا، جلس في أعماقي ورفض المغادرة". الأسلوب الثاني أكثر تعبيرًا وابتكارًا.
كما أن كثرة الأخطاء اللغوية تترك انطباعًا بأن الكاتب لم يهتم بتنقيح عمله أو لا يمتلك إتقانًا كافيًا للغة.
3. غياب الفكرة الواضحة أو الرسالة
من المهم أن يحمل النص الأدبي فكرة مركزية أو رسالة تصل إلى القارئ بوضوح، دون أن تكون مباشرة أو سطحية. بعض النصوص تكون مليئة بالوصف والكلمات الجميلة، لكنها تدور في فراغ، ولا تترك أثرًا أو تساؤلًا في ذهن القارئ.
مثال: قصة تتحدث عن فتاة تمشي في حديقة وتتأمل الأشجار دون وجود حدث أو صراع أو نهاية، لن تُثير اهتمام لجنة التحكيم، لأنها تفتقر إلى العمق. بالمقابل، قصة عن طفلة فقدت والدها في الحرب وتحاول أن تفهم معنى الغياب من خلال حوار مع شجرة، قد تحمل بعدًا إنسانيًا وفنيًا عميقًا.
احرص على أن يكون في كل عمل هدف، مهما كان بسيطًا: فكرة، تساؤل، نقد، أو حتى شعور يراد نقله بصدق.
4. التقليد وغياب الأصالة
يظن بعض الكتّاب أن تقليد أسلوب كاتب معروف أو اقتباس أفكاره سيمنحهم فرصة للفوز. في الواقع، ما تبحث عنه لجان التحكيم هو التفرّد، والبصمة الخاصة بكل كاتب. حتى لو كنت متأثرًا بكاتب معين، يجب أن تُعبّر بأسلوبك، من واقعك أنت.
مثال: لا فائدة من كتابة قصة بأسلوب يشبه نجيب محفوظ أو محمود درويش إذا لم تحمل روحك أنت. الأصالة تظهر في التفاصيل، في طريقة السرد، في وصفك للمكان، وفي تعبيرك عن مشاعر الشخصية من وجهة نظرك الخاصة.
الاقتباس غير المعلَن أو استنساخ أفكار قديمة قد يؤدي أيضًا إلى استبعاد النص بسبب قضايا تتعلق بالسرقة الأدبية.
5. عدم احترام وقت التسليم
بعض المشاركين يؤجلون إرسال أعمالهم إلى آخر لحظة، أو يفوتون الموعد النهائي ظنًّا أن المنظمين قد يمنحون مهلة إضافية. هذا خطأ كبير. أغلب المسابقات تعتمد على احترام صارم للمواعيد، ولا يُقبل أي عمل يُرسل بعد الموعد المحدد.
مثال: إذا كانت المهلة تنتهي يوم 30 يونيو في منتصف الليل، وأرسل الكاتب نصه يوم 1 يوليو على الساعة 8 صباحًا، فإن عمله غالبًا لن يُقرأ أبدًا، مهما كانت جودته.
من الأفضل تجهيز العمل قبل الموعد بأيام، ومراجعته أكثر من مرة، والتأكد من إرساله بالطريقة المطلوبة (بريد إلكتروني، منصة، نموذج مشاركة...).
الموهبة وحدها لا تكفي للفوز في المسابقات الأدبية. ما يصنع الفرق هو الالتزام، والحرص على تقديم عمل ناضج ومدروس، وتجنّب هذه الأخطاء التي قد تكلّفك خسارة فرصة ثمينة. كن صادقًا مع نفسك، واكتب كما لو أن ما تكتبه سيبقى إلى الأبد، ودوّن كل نص بروح التحدي والحب للكلمة.
تعليقات
إرسال تعليق
شارك معنا بكتابة تعليق حول الموضوع